آخر التعليقات

تعديل

تعديل

Powered By Blogger

الهدف

ايقاض شباب العالم الاسلامي من السبات العميق الذي مر عليه قرون

تابعني على Facebook

يي

الاثنين، 20 أغسطس 2012

جمعيات حقوق الانسان والشذوذ الجنسي


تناقش المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف مشروع قرار الشذوذ الجنسي بعد الفشل في تمريره من خلال مؤتمر "بكين"، ويشمل المشروع فقرة تنص على: "دعوة الدول إلى دعم وحماية حقوق الإنسان لجميع الأشخاص بغض النظر عن ميولهم الجنسية" ليشمل بذلك الحق في الشذوذ الجنسي.

وقال فاروق حسن خبير القانون الدولي وحقوق الإنسان: "إذا تبنت (المفوضية) قرار حقوق الشواذ، فإن الجهود المضنية التي بذلتها المنظمات غير الحكومية أنصار الأسرة على مدى سنوات طويلة ستذهب سدى".

وأشارت المنظمة الأمريكية غير الحكومية أنه لا يوجد تعريف محدد لما يصفه القرار بالميل الجنسي (الشذوذ الجنسي)، وهو ما يفتح الباب أمام إباحة ممارسة الجنس مع  الأطفال وغيرها من الممارسات والميول الجنسية الشاذة، واعتبارها من حقوق الإنسان، وحذرت المنظمة الأمريكية من أنه "إذا اعتبرت تلك الممارسات ضمن حقوق الإنسان فلن يكون بإمكان أية دولة أن تجرمها، بل وسيتحتم على الحكومات حمايتها"


السبت، 18 أغسطس 2012

الأمم المتحدة والثقافة الجنسية

    كثيراً ما أمسينا نسمع في الاونة الاخيرة عن مصطلح (الثقافة الجنسية) وهذا المصطلح الذي حضي بالكثير من النقاشات على الفضائيات وفي الصحف والمواقع الاليكترونية. وهذا المصطلح الجميل في مظهرة الخارجي ماهو الا قشرة استعملتها الامم المتحدة لتمرير قراراتها واتفاقياتها والزام الدول الفقيرة والنامية على التوقيع على هذه اتفاقيات ومن ثم تساعدها ماديا وعسكرياً، او لاتقبل الاتفاقيات وتبقى هذه الدول في بئر الفقر والامراض، ولاتراعي الفوارق الثقافية والدينية بين الدول، وحتى نكون اكثر وضوحاً سادخل مباشرة الى صلب الموضوع ولكن قبل ذلك وقبل أن نغوص في التفاصيل أود أن اوضح لماذا فرضت الامم المتحدة هذه الاتفاقيات على دول العالم، وكيف صيغت هذه الاتفاقية ابتداءاً.

     في الدول الغربية ما ان تبلغ الفتاة اربعة عشر عاماً الا وتجدها تدفع نفسها للممارسة الجنسية مع الطرف الآخر لتثبت لنفسها ولقريناتها بأنها مرغوبة وذلك بسبب تأثير الإعلام وغرس الموحيات الجنسية طول نشأة الطفل، وإن لم تمارس الجنس ستشعر انها دمية منبوذة ليس لها قيمة، حتى أصبحت ظاهرة حمل الصغيرات متفشية بشكل مخيف Teen Pregnancy ،  وبما ان القوانين الغربية تنص على أن الحكومة ملزمة بتحمل تكاليف حمل المراهقة من غير زواج حتى الولادة فقد ارهقت الحكومات من هذه الظاهرة المتفشية بشكل مخيف، فبعد التدقيق رأت الحكومات بأنه من الأفضل نشر ثقافة الجنس الآمن وذلك للحد من سلبيات ممارسة الجنس، وتجاهلوا منع الممارسة ذاتها خارج إطار الزواج، حتى يتبين لنا مدى الإنحطاط الأخلاقي لهذه المجتمعات.

    على اي حال فقد قررت الحكومات تعليم الأطفال ثقافة جديدة وهو مايسمى بالجنس الآمن Safe Sex وهي تدرس ضمن المناهج الدراسية من ضمن مواد تعليم الجنس Sex Education، ويتم تدريس الأطفال في هذه المواد بأن الممارسة الجنسية الطبيعية (رجل مع امرأة) هي ممارسة غير آمنة، لانها تسبب العديد من الامراض الجنسية على أنواعها ومن أهمها الايدز، بينما تعتبر الممارسة الشاذة Homosexuality (امرأة مع امرأة) ممارسة آمنة، اذ لاينتج من خلالها حمل، وللحد من حدوث حالات الحمل بين المراهقين قامت الحكومات بتوزيع وسائل منع الحمل للحد من هذه المعضلة، وحتى ولو حدث الحمل فيتم التخلص من الجنين بالاجهاض الآمن عن طريق المستشفيات، واطلق عليه مسمى (الحمل الغير مروب فيه) وكل الخطوات التي ذكرنا سابقاً للحد من الحمل بين المراهقات قامت الأمم المتحدة بصياغة هذه الافكار في منظومة ووضعت تحت مواثيق واتفاقيات دولية وأطلق عليها (منظومة الصحة الانجابية). 


الصحة الانجابية في اتفاقية بكين عام 1995 ، واتفاقية بكين عام 2005.


أولا سنقوم بتوضيح ماجاء في هذه الاتفاقية في النقاط الثلاث اتالية:

1- الصحة الانجابية:


     وتجدر الإشارة الى ذكر ماورد في البند 281 هـ - بكين على أنه يجب على الدولة تيسير حصول المراهقين على وسائل منع الحمل ويأتي في البند 281 ز - بكين تأكيد دور ومسئولية المراهقين في مجال الصحة والسلوك الجنسي والانجابي من خلال تزويدهم بالخدمات وعمليات المشورة الملائمة.

     وتطالب الوثيقة بإباحة وتقنين الإجهاض تحت مسمى: الإجهاض الآمن وذلك كما في (البند 106 ك- بيكين): "أما النساء اللاتي يحملن حملا غير مرغوب فيه فينبغي أن تيسر لهن فرص الحصول على المعلومات الموثوقة والمشورة الخالصة، وأية تدابير أو تغييرات تتصل بالاجهاض في اطار نظام الرعاية الصحية لا يمكن أن تتقرر الا على المستوى الوطني أو المحلي ووفقا للتشريع الوطني" و " ينبغي أن تتاح للمرأة فرصة الحصول على خدمات جيدة لمعالجة التعقيدات الناشئة عن الاجهاض ، وينبغي أن يتم في الحال توفير خدمات بعد الاجهاض في مجالات المشورة والتعليم وتنظيم الأسرة وهو مايساعد ايضا على تجنب تكرار حالات الاجهاض".

2- الحقوق الانجابية:


     في البند 97 - بكين، يحق للمرأة أن تكون هي المتحكمة في خصوبتها وذلك ضمن حقها في تحكمها في جسدها، اي أن قرار الحمل فقط هو قرار المرأة، وليس للزوج أن يفرض موافقتها ولا أن يطلب منها ذلك، هذا اذا كانت متزوجة اصلاً، فمن حق المرأة أن تحمل من دون زواج.

     الخلاصة في هذه الاتفاقية بأن الجنس الآمن Safe Sex  يعني ممارسة كافة الوسائل لإشباع الشهوة الجنسية بدون حدوث الحمل أو انتقال للأمراض الجنسية وعلى رأسها الإيدز كما في البنود السابقة، ولم تتطرق هذه الاتفاقيات الى حصر ممارسة الجنس داخل الزواج فقط، بل أن محاسبة على اي من افراد الزوجية على العلاقات الجنسية خارج الزواج لا يعد امرا قانونيا، المهم هو اتباع وسائل الحماية.

3- العلاقات الجنسية:


وتطالب الوثيقة بأن يكون لكل طرف الحرية في ممارسة العلاقة وقتما شاء وكيفما شاء حيث تمنح خدمات الصحة الإنجابية للأفراد، والحرية الجنسية هي حق من حقوق المرأة التي هي من حقوق الإنسان، والحجر على حرية ممارسة الجنس بالنسبة للمرأة يعتبر انتهاك لحق من حقوق الإنسان يعاقب عليه القانون وذلك كما ينص (بند 96 – بيكين): " وتشمل حقوق الإنسان للمرأة حقها في أن تتحكم وأن تبت بحرية ومسؤولية في المسائل المتصلة بحياتها الجنسية ، بما في ذلك صحتها الجنسية والإنجابية ، وذلك دون إكراه أو تمييز أو عنف .وعلاقات المساواة بين الرجال والنساء في مسألتي العلاقات الجنسية والإنجاب، بما في ذلك الاحترام الكامل للسلامة المادية للفرد، تتطلب الاحترام المتبادل والقبول وتقاسم المسؤولية عن نتائج السلوك الجنسي"


توصيات:

    يجب عليكم إصدقائي وصديقاتي بعد أن علمتم ماتحتويه هذه الإتفاقية وماتريد أن تفرضه الأمم المتحدة على الدول الاسلامية ودول العالم، وقد وقعت بعض الدول الاسلامية على هذه الاتفاقية، فيجب علينا الحذر عندما نسمع أو نقرأ نقاشا حول الثقافة الجنسية والجنس الآمن فمصطلح الثقافة الجنسية عندنا كمسلمين تعريفه لايمكن ان يلتقي مع ماتفرضه الأمم المتحدة من خلال هذه الاتفاقية بأي حال من الأحوال، وسمعت بعض الإعلامين وهو يتحدث متشدقاً وهو يدعوا الدول والأحزاب بالقبول بهذه الإتفاقية بدعوى أنها اتفاقية دولية وتهدف الى توعية الناس بالثقافة الجنسية وهذه معلومة مغلوطة جعلت الناس يتمسكون بقبول هذه الاتفاقية وجعلت الناس تقبل الفكرة لاننا سنحاكم المصطلح الى مفهومنا الإسلامي عن الثقافة الجنسية، وشاهدت الكثير من الناس عبر المنتديات وشاشات التلفاز وهم يطالبون بالثقافة الجنسية وهو يقصدونها من منطلق شرعي، ولكن المصيبة العظمى التي لايعلمها الكثيرون الا وهي بأن جمعيات حقوق الانسان بدأت تتحدث وتدعم مثل هذا التوجه وتلمع وتطبل لاتفاقيات بكين وانها الحل والناس لاتسأل عن التفاصيل ثقة منهم في هذه القنوات وانخداع في مسمى جمعيات حقوق الانسان واعتبارها لا تأتي الا بما هو في مصلحة الناس، وما أصبحت تروج له هذه الجمعيات هو أن الاتفاقية موجودة، وستحفظ حقوق الأطفال والزوجات، وشاهدت الكثير من الرجال والنساء وهم يتغنون بهذه الاتفاقية وهم لايعلمون محتواها، هذا بسبب جهلهم بتفاصيل هذه الاتفاقية، فكان لزاماً علينا توضيح الاشكالات التي ستتسرب إلى تعاليمنا وقيمنا من جراء هؤلاء الاعلاميين الفاسدين، فبعض الأحيان هم جهلة في بعض الامور، ويرمون الى إفساد المجتمع أحياناً أخرى.



شركات ألعاب الفيديو تمتهن المقدسات الاسلامية


في هذه التدوينة أود أن اشارككم مدى تطاول الامم الاخرى على الاسلام، وكيف أنها لن تألو جهدا في سبيل تشويه تشويه الاسلام وتعاليمه، وأتعجب من بعض الكتاب إذ ظهر بعضهم يقول الغرب ليس مشغول بنا، وآخر يقول نحن نتوهم أنهم يراقبوننا وغيرها، ليس الغريب ولا العجيب أن يقول كل رأيه، ولكن المصيبة أنهم لم يبحثوا جيدا ولم يتطلعوا بما فيه الكفاية ثم يقومون بمهاجمة من خالفهم الرأي وماهذا باسلوب الباحثين ولا المثقفين، لن أطيل عليكم، فسأترك لكم الفرصة لتشاهدو هذا المقطع لتعلموا الى اي مدى هم مشغولون بنا وبتدنيس مقدساتنا الاسلامية، ولم تنتهي المهمة هنا، فالجديد قادم وسترون الى  اي مدى هم يتقدمون نحونا ونحن لانحرك ساكناً

وأرجو للجميع التوفيق، 

الاثنين، 13 أغسطس 2012

الماسونية لم تعد سراً




كتب دستور الماسونية في عام 1723 على يد جيمس أندرسون، وهذا لا يعني انه لم يكن موجودا قبل ذلك، ولكن سنأتي في هذه التدوينة على العصر الذي لم يعد يخشى فيها الماسونيون الظهور، وأعيد طباعة الدستور على يد الرئيس الامريكي السابق بنجامين فرانكلين بعد ذلك بـ 11 عاما، وانتخب حينها زعيما للماسونية في بنسلفينيا، ولم يعد حينها مجتمع الماسونية سراً، فقد اضاف السيد بنجامين العديد من الطقوس الجديدة لمراسم التكريس والإنتماء لهذه المنظمة، فلم تعرف مرتبة الخبير (Master Mason) الا في ذلك الوقت، ويحتوي الدستور على تاريخ البناء والعمارة وعجائب الدنيا السبع على مر العصور، وبعض الاغاني التي يجب أن يغنيها العضو الجديد في مراسم التكريس، وتختلف شروط العضوية من محفل الى آخر، إذ بدأ المحفل الماسوني الفرنسي بقبول عضوية الملحدين، مما أثار غضب المحافل الأخرى ووقعت بعض الانشقاقات بين الاعضاء، وتوالت بعد ذلك التعديلات في شروط العضوية الى أن اتفقت اغلب المحافل الى انه لايشترط لقبول العضوية ديانة محددة، فلكل عضو حرية الاعتقاد، اذ كان الهدف الاهم هو أن يخدم اهداف الحركة أو المنظمة كل حسبب تخصصه دون أي اعتبار للديانه.

     ولكي يصبح الفرد عضو في هذه المنضمات يجب أن يتم ترشيحه من أحد الاعضاء الحاليين، ثم يأتي دور بقية الاعضاء بالتصويت لقبول العضو او رفضه، فتبني معتقدات واهداف والحركة هو العنصر المهم كما اظهرت العديد من الكتابات.

     ومن الجدير بالذكر بأن للاعضاء مراتب، فالاولى وتسمى المبتدئ والثانية أهل الصنعة والثالثة الخبير وهي المرتبة العليا اذ يكون حينها العضو حسب الفكر الماسوني بالغاً ناضجاً وقادراً على تحمل المسؤولية.

    ويرى المناهضون للماسونية بأن هذه المنظمة سيطرت سيطرة تامة على وسائل الاعلام والاقتصاد والتجارة العالمية، حتى الى العديد من المؤسسات الدينية مثل الكنيسة الكاثوليكية، فقد قامت المنظمة بالسيطرة على كل ماقد يجعلهم المتحكمون في حياة البشرية في جميع انحاء العالم، اذا اتهمت الموسوعة الكاثوليكية بان حركة مصطفى كمال اتاتورك هي فرع من فروع الماسونية ونحن نعرف مافعلته هذه الحركة من نقمة لتدمير اللغة العربية في تركيا واسقاط اخر الخلفاء العثمانيين في الدولة الاسلامية، فما اريد ان اصل اليه بان الماسونية لم تعد سرا، ولم تعد خرافة فقد ظهر العديد من الشخصيات العظيمة في وسائل الاعلام وهي تعلن ذلك صراحة، وتم تصوير بعض المراسم بالفيديو خلسة، وتم تسجيل العديد من المقاطع الصوتية لمحادات هاتفية بين الاعضاء، فلم يعد وجود هذه المنظمة مجال للشك.

            فقد اثار العديد من الباحثين في الجماعات السرية بأن الولايات المتحدة الامريكية هي المحضن الاول للماسونية، اذ كان 13 ممن وقعوا على دستور الولايات المتحدة هم ماسونيون في حقيقة الأمر، ومنهم جورج واشنطن وبنجامين فرانكلين، وهناك العديد من الشخصيات العربية انتسبت الى هذه المنظمات وفي الدرجة الثالثة والثلاثون، وهي أعلى المراتب. ووصل الى هذه المرتبة ايضاً والت ديزني مبتكر شخصية ميكي ماوس الشهيرة، وغيرهم الكثير، لا اريد أن اتوسع في ذكر الشخصيات لانني سنفرد لذلك موضوع خاص، وعندما قطع الشك باليقين بأن المسيطرون على جميع وسائل الاعلام والبنوك والاقتصاد حول العالم هم ماسونيون، فمن هنا بدأت فكرة المؤامرة للسيطرة على العالم، وليس العالم الاسلامي فحسب، بل على كل الارض.

            ولهذه المنظمة العديد من الرموز وأشهرها مسطرة الزاوية  والفرجار المتقابلان وهو دلالة على المعنى اللغوي لكلمة Free Masons  والتي تعني باللغة العربية البناؤون الاحرار. ويشير الكثير من الباحثين الى أن هذا الرمز له بعدان الظاهر رمز الى البناء كما ذكرنا سابقاً، أما البعد الباطن هو دلالة على علاقة الارض بالسماء. وكما نلاحظ في الصورة أعلى الصفحة وجود حرف G في المنتصف وهو يرمز الى الخالق الاعظم Gad، ويرى اخرون بأن ترمز الى Geometry  وتعني هندسة، ويرى آخرون الى معنى اعمق بأنها أتت من كلمة Gematria  والتي هي 32 قانونا وضعه أحبار اليهود لتفسير الكتاب المقدس، في سنة 200 قبل الميلاد. فكثير من الماسونيون يرددون كلمة المهندس الاعظم للكون وهي اشارة الى الخالق تبارك وتعالى، ويرددها بعضهم حيرام بيف مهندس هيكل سليمان، ثم اتهم بعد ذلك فرسان المعبد بأنهم يعبدون الشيطان بافوميت، فقد وصمت هذه الجماعة بالعديد من الاتهامات المنحرفة واللاأخلاقية على مر العصور، وهذا يعطينا مؤشر بأن قوانينهم التي تحكمهم هي تحقيق اهدافهم فقط، فقد اتهمهم الرئيس الفرنسي فيليب الرابع بأنهم يعبدون الملاك (لوسيفر) الساقط من السماء، وبالتالي فهم يعبدون ابليس، فتلطخت هذه الجماعة بالرذائل وممارسة اللواط الجماعي والعياذ بالله، فكان يرى بعض الباحثين بان الحرف G يرمز الى كوكب الزهرة يرمز الى العضوي الذكري عندهم، فعلى كل حال لم يكتب أي من الباحثين كلمة خير في هذه المنظمة.



    
            والرمز الاخر هو رمز الهرم الغير مكتمل وهي اشارة الى محاولة اكمال البناء وتعلوه العين التي ترى كل شي، وقال العديد من الباحثون بأنها ترمز الى المراقبة، وهذا الهرم مرسوم على العملة الامريكية فئة 1 دولار، كما في الصورة، بذلك باتت هذه المنظمة لاتريد أن تخفي نفسها بعد اليوم فقد اصبح شعارها على أشهر العملات في العالم وهو دليل آخر على انخراط الحكومة الامريكية في هذه المنظمات بشكل أو بآخر، ونرى تحت الهرم شريط كتب عليه باللغة اللاتينية ماترجمته (النظام العالمي الجديد) وهذه الجملة لم تستخدم الا في عصر الرئيس الامريكي جورج بوش إبان حرب الاولى على العراق، فلم يدل هذا التصريح من الرئيس بوش بأن الماسنوية باتت تسيطر على القوى السياسية في العالم، وقد ثبت إنتماء الرئيس الامريكي جورج بوش وابنه ايضاً في جماعة الجمجمة والعظام السرية، وقد أثبت ذلك بالصور، وهذه الجماعة هي أحد فرق الماسونية، فقد استشرى هذا الهرم في الانتشار فبات يطبع هذا الرمز على الملابس وفي افلام الكرتون فباتت هي الأخرى مليئة بهذا الرمز بالذات، وفي السينما الامريكية لايكاد يخلو فيلم من هذا الرمز، في الاغاني المصورة والمجوهرات بل حتى الاغاني العربية وقنوات الاطفال العربية استخدمت هذا الرمز، وهذا يؤكد أ، هذا الرمز له أصل، فقد اعتاد الناس على رؤويته في السينما وافلام الكرتون وفي الحياة اليومية.

وقد يتبادر الى الذهن، ماذا تريد هذه المنظمة؟ ولماذا تريد السيطرة على العالم؟ وهل الماسونية خطر ينبغي الحذر منه؟ هذه اسئلة تستحق البحث وانصحكم بأن تقرأوا حول مثل هذه المنظمات لترووا عطشكم المعرفي وسنكمل مابدأناه معكم في تدوينات آخرى قريبا وبتوسع كبير، فالبحث في مثل هذه المنظمات أصبح ضرورة، فستذهلكم المعلومات التي ستقرأونها، وبإذنه تعالى سأشارككم هذه المعلومات قريباً.

الاثنين، 6 أغسطس 2012

رموز مسيحية معلقة في بلاد الحرمين


في البداية الامر أدهشني التقليد الاعمى لبعض من قادات الفكر التنظيرى أو التطبيقي أو غيره في بلدنا الاسلامي في نقل بعض الافكار الغربية والعادات الى بلاد الاسلام بدون تمحيصها ولاتدقيقها، ودون البحث عن بعض الحقائق الخفية وراء بعض الافكار، ولايتم الاطلاع على الرأي الشرعي لذلك، ولست أقصد بأنه لايجب أن نأخذ من الغرب شيئأً، وليست هي مجال الحديث الان، ولكن ما اقصده بأن هناك بعض العادات الغربية ورموز أصلها عقدي عندهم ونقلت الى بلادنا دون ان نعرف حقيقة هذه الرموز وخطرها على العقيدة وعلى الاسلام، وسنأتي هنا لعرض شعار حملة مكافحة سرطان الثدي أولا ثم نأتي الى الرمز الاخر والذي سيدهش الجميع.

        وسأتحدث أولا حول شعار حملة التوعية باضرار مرض سرطان الثدي في شكل شريط متصالب وردي اللون كماهو موضح في الصورة أعلاه وسأبين في هذه التدوينة حقيقة هذا الرمز وأصله، وماهو المقصود به، مع ملاحظة أني لست هنا ضد حملة الوقاية من المرض، بل على العكس التوعية من الامراض ومعالجتها مطلب شرعي وإنساني، ولكن البحث هو حول الرمز وعنه فقط، وعلاقته بالعقيدة المسيحية.

عرفت الاشرطة الملونة المتصالبة بأنها تخدم قضية اجتماعية أو صحية، وتعبر في أحيان كثيرة عن دعم المصابين بهذه الامراض أو الحالات المأساوية، وذلك بالقيام بحملات توعوية لكي تبقى هذه القضايا عالقة في اذهان الناس، وكل لون من هذه الاشرطة يعبر عن مرض معين، فاللون الوردي مثلا يعبر عن دعم مرضى سرطان الثدي، والاسود يعبر عن الحداد، واللون الاحمر لدعم مرضى الايدز، والاخضر لدعم مرضى الاكتئاب وهكذا، ولكن! ماذا يعني هذا الشكل المتصالب للشريط، وماهو أصل هذا الشكل؟

            إن الاصل فيها يعود لاحد الحركات التعبدية عن المسيحين، ويستخدمها الشخص عندما يريد الالحاح بالدعاء الى الله أو يطلب الحظ الوافر، فانه يقوم بعقد اصبع السبابة فوق الاوسطى أو العكس كما في الصورة التالية، ومن ثم الدعاء، فهذه الحركة تجسد شكل الصليب بكل بساطة. وبذلكك فهم يعتقدون بأن الارواح الحميدة تلتقي عند تقاطع الاصبعين، وهي بمثابة رفع اليدين بالدعاء عندنا كمسلمين، ولذلك نجد نفس حركة الاصابع المتصالبة على شعار اليانصيب الانجليزي والامريكي، اشارة بذلك الشعار بان مشاركتك في اليانصيب مدعوما بالدعاء مما قد يجعل حظك عظيما وتحقق الفوز، واختيار الاشرطة المتصالبة أتى من هذا المعنى أي أننا بهذه الحملات نتمنى حظا وافرا من الصحة للمصابين بالمرض، ويعلق على الصلبان المسيحية نفس الشريط وبه اشارة الى التقاء الارواح الحميدة ايضاً، وعندما نقلوه لدعم المرضى ارادوا به أن يدعوا الله بان يشفي المصابين وينجي الله المصابين بهذا المرض، ونتمنى لهم حظا من الصحة. ويجب أن نلاحظ هنا من هو الرب الذي يعبده المسيحين. وماهي الارىاح الحميدة المقصودة في عقيدتهم.

والذي حدث مؤخراً في محافظة البدائع بمنطقة القصيم في تاريخ 10/11/1432، فقد تم تدشين أكبر واطول شعار (صليب) مضاء في العالم لشعار سرطان الثدي (ذي الاصل العقدي)، لتدخل محافظة البدائع موسوعة جينيس للارقام القياسية بهذا العمل، وماحدث لهو حدث يستحق أن نقف ونفكر، مالذي حدث؟ مالذي ادخلناه الى بلاد الحرمين؟ فسحقاً لكل من افتخر بهذا العمل، وبئس الرقم القياسي الذي حققناه، بأن يعلق هذا الصليب في بلاد الحرمين على مرأى من الجميع، بل كان الكثير من الناس يصفقون لهذا العمل، ونعوذ بالله من هذا الخذلان، وكان ينبغي علينا كمسلمين  ان نتنبه لمثل هذه الرموز التي مع الايام ستصبح مألوفة ومعتادة للناظرين حتى تنصب الصلبان علانية في بلاد الحرمين، ولاشك اذ أن نبينا عليه افضل الصلاة واتم التسليم حذرنا من تقليد اليهود والنصارى، وأمرنا ان نخالفهم حتى في ايام الصيام، واللباس، والكثير من العادات الاجتماعية، فضلا عن العبادات حتى تبقى للمسلمين هويتهم، أو يأخذ المسلم من عقيدة اليهود والنصارى الى دينه ماليس منه، ولن يضرنا إن اطعنا الله ورسولة واختعرنا شعار خاصا بالمسلمين لمثل هذه الحملات الصحية والانسانية، فطاعة الله ورضاه هي غايتنا ولايهمنا أن ترضى عنا اليهود ولا النصارى، فهم لن يرضوا، ولتكون للمسلمين هويتهم الخاصة.

            لم يتوقف الامر على شعار حملة التوعية بالسرطان فحسب، ودعونا الان نناقش الرمز الاخر، والذي قد يصدم الجميع ووبذلك يتضح أن هذه الاعمال تروج الى داخل بلدنا بأفكار خارجية ولتبحثوا عن كل من كان وراء ادخال هذه الرموز الى هذا البلد الامين، بلد التوحيد ومهبط الرسالة الربانية واطيب بقاع الارض.

            لا يخفى على كل منا ما قامت به وسائل الاعلام في السنوات الاخيرة من حملات حق المرأة السعودية في قيادة السيارة حتى كادت أن تكون وكأنها قضيتنا المصيرية، ومع الاسف فإن رواد هذه الحملات لم يعرف عنهم يوما بأنهم قاموا بأي عمل حقوقي (على حد تعبيرهم) يهم الوطن ويساعد على التنمية، ولم يخدموا أي قضية اجتماعية بنفس هذا الجهد الذي قاموا به في هذه الحملة ولا حتى عشره، وحتى أن الكثير منهم ظهر لنا تحت اسم ناشط  حقوقي وناشطة حقوقية، والجدير بالذكر أن هؤلاء المتغنين بحق المرأة في القيادة لم ينبسوا ببنت شفه في قضايانا الاجتماعية الاخرى والتى تعتبر أكثر أهمية من قيادة السيارة والأغلبية تعلم ذلك، مثل الازمة السورية والازمة السعودية مع الحوثيين، والبطالة وارتفاع الاسعار، وازمة الاسكان والاراضي زيادة نسبة الطلاق وغيرها الكثير، ولم نجد منهم حلول الا الجعجعة والظهور الاعلامي المشوش، وفي نهاية المطاف ادخلو شعارهم المتصالب هو الاخر، وهو يحمل نفس شكل الشريط المتصالب الذي تحدثنا عنه سابقاً، لاحظوا الشعار الاخر لتعرفوا ما اقصده.

            وفي النهاية، أود أن أوصيكم أحبتي بأن لايخدعنا اعلامنها المغرض، ويجب ان نعلم حقيقة كل من اصبح يتحدث باسم السعوديين والسعودييات تحت مايسمونه بالحرية والحقوق المسلوبة، فهذا ما افرزته لنا العلمانية والليبرالية في السعودية مع الاسف ليس هناك ضابط لحريتهم المزعومة ولا نعلم الى اين سيصلون بالناس لانهم مع الاسف هم المسيطرون على الاعلام وتوجيه الرأي العام هذه الايام. وبعد هذا الشعار الثاني فقد تشكل لدي رؤية بان هؤلاء الليبراليين يحملون اجندة ممنهجة لتطبيقها في بلاد الحرمين، وهو إما جهلا منهم بما يجري حولهم أو تواطئ رخيص لتسير الليبرالية فوق الاسلام ويمرر من خلالها كل ماهو ضد الدين وتشويه التعاليم الدينية وسأفصلها في البحوث القادمة باذنه تعالى.

الجمعة، 3 أغسطس 2012

حقيقة النقود الورقية - دراسة تاريخية وإسلامية (الجزء الأول)


سنبين في هذا البحث باذنه تعالى حقيقة النقود الورقية وهل يجوز التعامل بها شرعا، وماذا عن الفتاوى التي بنيت على افتراض ان النقود الورقية حلال؟ هل ستصبح هي ايضا باطله؟ هل ينطبق على النقود الورقية ماينطبق على الذهب والفضة في الاسلام؟ وهل تلبي حاجة الناس في امتلاكها؟ كل هذه الاسئلة وغيرها سنجيب عليها، نسأل الله الكريم ان يكتب لنا السداد والتوفيق.
عادل أحمد الشمراني
المقدمة:
في بداية الأمر أحمد الله الكريم على نعمه الجزيلة وآلائه الجليلة، ومن أهمها أن إختار لنا الإسلام دينا وجعله آخر الاديان وتكفل بحفظ كتابه العظيم وسنة رسوله الكريم، وأصلى وأسلم على نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وأحمد الله اذ حفظ لنا القرآن بنصه في الصدور وبرسمه في السطور، ولا نخشى على ضياعه وتحريفه مصداقا لقوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[1]) ونحمد الله ايضاً اذ سخر لهذه الامة من حفظ سنة نبيه الأعظم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ولكن هناك جزء مهم قد يجعلنا نفقد رسالة الله في كتابه أو في سنة نبيه، الا وهو التاريخ، نعم التاريخ جزء مهم لاينبغي ان ننساه ابداً وهو ماسيكون موضع بحثي هذا بإذنه تعالى.
لست هنا في معرض الكتابة عن التاريخ الصرف؛ بل لأن جهلنا بالتاريخ قد يفقد الرسالة الربانية معناها واصالتها، والتي قد يكون في التاريخ ماقد يبين أن العديد من المفاهيم والقيم الاسلامية قد تغيرت وتبدلت وقد يكون ذلك بقصد او بغير قصد، وذلك بسبب جهلنا للتاريخ زحقيقة الأمور، ولست هنا لأتهم أحد ما بشي ما، ولكن الدعوة لنا جمياعاً كمسلمين لنعيد النظر فيما يحدث حولنا اليوم ونعود بالتاريخ الى الوراء فالمسألة مسألة حلال وحرام، لنعد الى الوراء ونعرف ماحصل، وسنبحث باذنه تعالى التعاملات التجارية في الاسلام، والنقود الورقية مصدرها ونشأتها، وتطبيق النظريات الاقتصادية على الايات القرآنية والاحاديث النبوية.

الباب الأول

أولى الإسلام المال أهمية عظيمة فالمال هو أحد أهم الأشياء التي سوف يسأل عنها المرء يوم القيامة، فقد عهد الله الى عباده ان يحفظوا اموالهم من انفسهم فلا يسرفوا ولا يشتروا به محرما ولا ضارا ، وان يحفظو انفسهم واهليهم مما يكتسبون من المال، وحتى أن اوجه صرف المال ايضا فيه ماهو مباح وماهو حلال وماهو وحرام بل وماهو واجب ايضا، وعهد الينا ايضا ان نحفظ مال اليتيم والسفيه والقاصر، وفي ذلك قول الله تعالى (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا[2]) وقال تعالى (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا)[3] وبعد هذا فقد وجب علينا أن نتنبه الى الأموال التي بين ايدينا اليوم، وأقصد بذلك النقود الورقية، مثل الريال والدولار أو الجنيهات، والسؤال المطروح هو هل التعامل بمثل هذه النقود الورقية جائز شرعا؟ أم أنه غير جائز وماهي البدائل الحلال اذا كان حراما؟ لأننا متيقنين بأن الله لم يحرم شيء الا وبه مضره وخلق له بديل حلال ليضمن للانسان حياة كريمة بعيدة عن الظلم والعدوان، واذا كانت حراماً فماذا نفعل بالفتاوى التي قد بنيت بافتراض أن التعامل بالنقود الورقية حلالاً؛ هل تصبح هذه الفتاوى خطأ ايضا؟ هذا ماسوف نحاول التوصل اليه من خلال هذا البحث بعد توفيق الله تعالى.
لنعد الى التعاملات المالية والتجارية في عهد النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، فقد كانت صور التعامل المالي لاتخلو من الصور التالية، اما الشراء بالذهب أو بالوَرِق (الفضة) أو بالمبادلة، ونفهم من ذلك بانه من اجل ان نشتري شئ فلابد لنا ان ندفع مقابله شي ذو قيمة ذاتية، ونقصد بالقيمة الذاتية هي ان الذهب مثلا له قيمة بذاته ولذلك توعد الله الذين يكنزون الذهب والفضة ولا يدفعون زكاتها فقد قال تعال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)[4] ، وينطبق على الفضه كل ماسبق من تفصيل وهو واضح لكل ذي عقل، ولكن المشكلة هي في المبادلة والتي من أجلها نشأت الاوراق النقدرية، وسيأتي بيان ذلك فيما لاحقاً.
عندما كان يتعامل الصحابة بتبادل السلع في الاسواق وكانو يسألون الرسول عن تعاملاتهم، فكان يوجههم الى التعاملات الصحيحة ويحذرهم من التعاملات المشبوهة والمحرمة، ومثال ذلك، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاء بلال الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر برني، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اين هذا؟ قال بلال: كان عندنا تمر رديء ، فبعت منه صاعين بصاع ليطعم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك : اوه اوه! عين الربا ، لاتفعل ، ولكن اذا اردت ان تشتري فبع التمر ببيع آخر ، ثم اشتر به. متفق عليه.
ومن هذا يتبين بأنه لابد عند تبادل سلعتين من نفس الجنس أي تمر بتمر كما في الحديث السابق لايجوز أن يكون هناك مفاضله بمعنى لايجوز ان نبدل صاعين من تمر رديء بنوع جيد من التمر وبذلك نكون قد وقعنا في ربا الفضل، فقد يسأل سائل من ذا التاجر الذي سوف يبدل تمره الجيد بنفس المقدار من التمر الرديء؟، فنرد عليه بأن النبي قد وضح لنا الطريقة السليمة في الاسلام في نفس الحديث وهي ان نبدل التمر الرديء بنوع آخر من السلع كالشعير مثلا ومن ثم نعود لنبادل الشعير بالتمر الجيد، وفي الحقيقة ظاهر هذه العملية أنها عملية طويلة قد تفضي في النهاية الى نفس الكمية من التمر الرديء مقابل نفس الكمية من التمر الجيد (صاعين مقابل صاع) فأقول بان كفار قريش قد قالوا نفس القول، عندما نزلت الايات القرانية تحرم الربا، قال تعالى (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[5] فقد قطع الله على المشككين السؤال، وانزل الجواب مجردا من أي توضيح، فقد لاندرك الحكمة الالهية من ذلك ولكن نحن كمسلمين نأخذ التعاليم الدينية ونطبقها سواء علمنا الحكمة منها ام لا، فنحن نصلي المغرب 3 ركعات مثلا دون ان نعرف السبب، ونخرج الزكاة بربع العشر ولانعرف لماذا! ونقسم المواريث كما امرنا الله ولانعلم سر التقسيم!!، فنحن نتعبد الله كما عمنا ان نعبده، واتباع اوامره من أجل انواع العبادة.
ولكن ماذا ان لم يجد أحدهم سلعة اخرى يبادل بها؟ عندها يجب ان يتساوى المقدارين المتبادلان، ودليل ذلك ماجاء في صحيح مسلم، (عن ابي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد فمن زاد أو استزاد فقد أربى الآخذ والمعطي فيه سواء)[6] ويوضح هذا الحديث ماتقدم من سياق.
وبعد هذه المقدمة، سنعود الى محور البحث وهو النقود الورقية من حيث مصدرها ونشأتها، وهل ينطبق عليها ماينطبق على الذهب والفضه والسلع الاخرى كالشعير والملح والبر والتمر؟ وهل لها قيمة ذاتيه؟ هذا ماسنعرفه من خلال المبحث الاول وهو حقيقة النقود الورقية وهو ماسنعرضه خلال الباب الثاني من هذا البحث.

الباب الثاني

في بداية هذا الباب أود ان اطرح أن فكرة النقود الورقية هي فكرة عبقرية لأنها سهلة الحمل ولانها تسهل عملية التبادل التجاري طالما انها تتميز بقبول عام، أي انه ليس من الضروري انه عندما اريد ان اشتري تمرا مثلا فلابد لي ان احضر شعيرا لابادله مع تاجر التمر، فطالما ان هذه النقود تمثل ثمنا فمن المفترض والذي يتبادر الى الذهن فان النقود الورقية تحمل قيمة لمن يحملها، والا مالذي يستفيده تاجر التمر من ورقة عديمة القيمة مقابل محصولة او بضاعته؟ لنأتي الان ونعرف كيف اكتسبت هذه النقود قيمتها الحقيقية وهل هي تعتبر قيمة ذاتية؟ ام هي تعتبر كالسند، أي ان له قيمة لمن يحمل هذا السند؟، ويستطيع صرفه بشيء له قيمة ذاتية مثل الذهب مثلا؟ ولاحظ معي بأني قلت صرف الورقة النقدية بالذهب وليس شراء الذهب، لان هناك فرق كبير.
لن نثبت في هذا البحث بأن الذهب والفضة كانت تقدم كقيمة للشراء لأنه شي مسلم به، ولكن سنذهب مباشرة الى الطرق الاخرى التي كانت تتمتع بقبول نسبي بين التجار في بداية الأمر.
نشأت النقود الورقية في شكلها البدائي على شكل سندات وكانت تسمى (النقود الورقية النائبة) وذلك عندما خشي التجار على نقودهم الذهبية أو الفضية من السرقة أو مما قد تتعرض له القوافل والسفن من قطاع طريق أو غرق ، مما قد يعرض اموالهم المعدنية (الذهبية والفضية) للضياع أو السرقة، ولتجنب ذلك فكر بعض التجار في وسيلة تجعل ثرواتهم واموالهم في مأمن من هذه الاحداث، فوضعوا مايملكون من مسكوكات معدنية في بيوت تسمى (بيوت المال) والتي تحضى بسمعة طيبة وثقة بين التجار، ويحصلون على صكوك تحمل حقوقهم لودائعهم، فأصبح التجار يبرمون صفقاتهم التجارية، فيقوم الطرف المشتري بالتوقيع على الصك معبرا عن تنازله عن قيمته للطرف الأخر، والذي سيقوم بدوره باستلام قيمة الصك من بيت المال في أي وقت واي مكان اخر، وهي مشابهة لشيكات في عصرنا الحديث، وتأتي تسميتها لانها تلعب دورا نيابيا عن العملة ، أي انها لاتحمل أي قيمة مالية بذاتها، أي لايستطيع الاستفادة منها الا مالكها الحقيقي والتي تحمل اسمه.
ومن هنا بدأت بيوت المال هذه او ماتسمى بالبنوك حاليا باقراض هذه السندات او الصكوك الى العملاء وبفائدة واصبحت العملية تجارية، واصبح الناس يحصلون على هذه الصكوك بفائدة على ان يسددوا قيمتها ذهبا او فضة، الا ان اصبحت هذه الصكوك معتبرة ولها قيمتها التي يتعهد البنك بدفع قيمتها الذهبية لحامل الصك أي كان، الى ان اصبحت هذه السندات ذات قيمة بذاتها وتمتعت بقيمة ذاتية بين الناس لان لها مقابل بالذهب لدى البنك ويستطيع صرفه في أي وقت، ومن هنا بدأ التعامل بهذه الصكوك او السندات.
لاشك بأن الانسان وبما يمتلك من ذكاء وفطنة فقد استفاد الانسان من الخبرات والمشاهدات واعداد البحوث، فقد اصبحت الدول والبنوك المركزية وبالاستعانة بالاقتصادين تصدر سندات او صكوك قابلة للتجزئة أي يكون هناك عدة فئات وهي ماتسمى (بنكنوت) أي هناك ورقة تساوي ريال واحد مثلا وآخرى تساوي عشرة ريالات وآخرى اكثر واخرى اقل، وذلك لتلبي حاجة الناس الى اوراق نقدية ذات قيمة وسنأتي اليها في المبحثين التاليين.
المبحث الأول
القبول العام:
أخذت البنوك المركزية هذا المبدأ على محمل الجد ولحل هذه المشكلة فقامت بربط العملة الورقية بمايعادل قيمتها من الذهب وعلى سبيل المثال لنقل ان فئة العشرة ريال تساوي اوقية واحدة من الذهب لكي يشعر المتعاملون بالامان عند استخدام هذه الاوراق ، ولكن مالبثت البنوك المركزية بعد ذلك فقمامت باصدار هذه الاوراق النقدية بدون ان يكون لها مقابل من الذهب، ويكون ذلك بما تملكه الدولة من موارد من نفط وزراعة واستقرار امني واستقطاب سياحي ونحوه وذلك لتحقيق اشياء عدة، وذلك بنسب معتدلة حتى لاتفقد هذه النقود قيمتها بسبب التتضخم ونحوه، واكتسبت الاوراق النقدية قيمة ذاتية قائمة بذاتها ويعزى ذلك الى قدرة الدول والبنوك المركزية على المحافظة سعر العملة المحلية مقابل العملات الاخرى حتى تتمتع بقبول عالمي وتدخل ضمن اتفاقيات دولية من شأنها تسهيل التعاملات التجارية والتنمية الاقتصادية والبشرية بين العديد من الدول. ولذلك نجد اختلاف في السعر من عملة الى اخرى، من هنا قال العلماء بثمنية الاوراق النقدية، وجريان ربا النسيئة والفضل فيها، واستند أهل العلم في ذلك الى مارواه البلاذري في كتابه فتح البلدان بأن عمر رضي الله عنه هم باتخاذ النقود نت جلد البعير، ومامنعه من ذلك الا خشية على البعير من الانقراض، وهذا يدل ان عمر رضي الله عنه رأى ان الجلد كالذهب والفضة قد يكون له قيمة اذا قبله الناس قبول عاما، ونحن على يقين بأن قيادة عمر رضي الله عنه للدولة الاسلامية كان بتقدير الله عز وجل لانه من أجل من صادق رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام، فقد خشي رضي الله عنه على انقراض الابل رغم حاجة الناس الى هذا القرار، ومن هذا القرار نستخلص منه العديد من الفوائد ومنها مايهمنا هنا وهو حرصة على الثبات، فقد علم رضي الله عنه بانه في حال تقلص عدد الابل ستزداد قيمة القطع الجلدية، وايضا قد يؤدي هذا القرار الى ارتفاع قيمة الابل وبالتالي انخفاض قيمة القطع الجلدية، فأعرض عن هذا القرار لانه لايحقق مبدأ ثبات القوة الشرائية. وهنا سيتم وبنجاح تحقيق مبدأ القبول العام وذلك لسبب بسيط لحاجة الناس الى عملة متفق عليها وتتمتع بقبول وذلك لاشباع حاجتهم الشرائية، ولكن سيقع في مشكلة اخرى وهي الثبات، وهنا يتبادر الى الذهن سؤال مهم قد لايخطر على الكثير من الناس وهو؛ ماذا لو حدث إنهيار للاقتصاد لاي بلد لاي سبب كان؟ أعرف بان البنوك المركزية لها خطط بديلة ولديها موارد أخرى تستطيع التعويض بها، ولكن ما اقصده هو ماذا لو تعرضت احدى الدول العظيمة الاقتصاد الى حرب قد يمنعها من مزاولة اعمالها في ادارة شؤون الناس؟ وهذا يأخذنا الى المبدأ الثاني وهو الثبات.
المبحث الثاني
الثبات:
مما لاشك فيه فإن من اهم ماتجتهد فيه البنوك المركزية هو الحفاظ على قيمة ثابتة لعملتها وذلك بربط عملتها بأي وسيلة قياس قد تقبلها العملات الاخرى، وقيمة العملة الورقية تتأثر بمعايير كثيرة وليست هي مقام بحثنا، فعلى سبيل المثال الريال السعودي ترتبط قيمته بالدولار الامريكي بمقدار قد يكون ثابت خلال العقود الماضية، والدولار الامريكي هو الاخر يكتسب قيمته الذاتية من قيمته البترولية، لان البترول يباع بالدولار، ويكتسب قيمته في البورصة العالمية مقابل العملات الاخرى، ويوثر في ذلك بشكل مباشر العرض والطلب، ومما لاشك فيه بان سيكون هناك طلب على الدولار من اجل شراء النفط وايضا لشراء المنتجات الامريكية والتي فرضت نفسها في السوق العالمية، وهذا ماقد يوثر على قيمة العملة المحلية بالعملات الاخرى، ويلاحظ هذا الاختلاف عندما نقوم بتحويل الريال السعودي الى اليورو مثلا او الى الين اليباني مثلا، وقد لاتتأثر المنتجات المحلية ولا يشعر المواطن المحلي بهذا الاختلاف، لا هذا الاختلاف يؤثر وبشكل مباشر على المواد والبضائع المستوردة والمشتراه بعملات اخرى، وبما ان الريال مرتبط بالدولار الامريكي بمقدار 3.75 ريال للدولار الواحد فهل هذا يعتبر ثبات؟ لا أظن ان هذا يعتبر ثباتا وسيأتي بيان ذلك في التالي، لان الدولار تختلف قيمته الشرائية بشكل يومي مقابل العملات الاخرى، ومايأكد هذه النظرية هو انخفاض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الامريكية بسبب الديون وعوامل اقتصادية اخرى؛ ومما يؤثر بشكل مباشر على قيمة الدولار، وهذا ماحصل في الاونه الاخيرة تقريبا في شهر 8 من عام 2011، ومن اسباب ذلك مايلي:
  1. ليس لها غطاء من الذهب.
  2. تم طبع 600 مليار دولار في سنة 2011 فقط لتوفير السيولة للبنوك من العملة الورقية، ويأتي ذلك حسب تصريح من لجنة السوق المفتوحة في المجلس الاحتياطي الفيدرالي الامريكي[7].
  3. تعتمد امريكا على قوتها السياسية في فرض الدولار على العالم.
  4. النفط يباع بالدولار الورقي وهذا يفسر ارتفاع قيمة البرميل الى مافوق المائة دولار، وهاذا يعني ان النفط العربي يشترى بدولارات ورقية.
  5. يباع النفط بالدولار منذ سنين بمعنى ان الدولار تتضاعف كمياته مع تضاعف انتاج النفط، وكثرته تخفض قيمته.
  6. أي عملة تنهار لاتعود للانتعاش.
  7. الذهب كشف قيمة الدولار الحقيقية، فالدول تجامل ولكن الاقتصاد يجب ان تنعدم فيه المجاملات.
  8. طالما ان الدولار في حالة انخفاض فان أي دولة قد ارتبطت عملتها بالدولار فانها لاتستطيع فك الربط في الوضع الراهن، بل ستسعى جاهدة لانقاذ الدولار وهذا ما لايمكن تحقيقة بالطرق المتبعة حاليا. واذا حصل وفكت أي دولة ربط عملتها فسوف تتابع الدول في ذلك وستسعى كل الدول الى التخلي عن الدولار.
ولكي نشرح هذه القضية بشكل مفصل سنذكر احد التجارب والتي فضحت هذه العملات الورقية، ولكن الدول مازالت مغمضة العيون، ولا اظن ان الدول والقائمين على اقتصاداتها يجهلون هذا الخطر العظيم، فهم الطبقة الجديرة بملاحظة هذه القضية، وهناك بدائل للهروب ولكن هل هذه البدائل معلنة للناس؟ ماذا لو علمت العامة بالوسيلة البديلة ومالذي سيحدث؟ وهل الطبقة المعنية قد طبقت خطة الهروب ام ليس بعد؟ وهذا ماسنعرفه في الباب الثالث من هذا البحث.
ونذكر العراق –عافها الله مما اصابها- هنا على سبيل المثال، فقد تعرض الدينار العراقي للعدة تغيرات وكلها نتيجة قرارات اعتباطية امريكية ولكن عاد للاستقرار حتى عام 1991 أي ماقبل الغزو العراقي على الكويت، فكان سعر الصرف هو 3.2169 للدولار الواحد، وتلى ذلك كما نعلم العديد من العقوبات الاقتصادية والتي منعت العراق من طبع عملته الورقية في سويسرا مما جعل الحكومة العراقية تبحث عن بدائل، ولكن لم تستطع انقاذ الوضع، والجدير بالذكر بان الدينار العراقي بعد الحرب الامريكية على العراق في عام 2003 ، اصبح يباع بعدد بخس من الدولارات، حتى وصل من الرخص الى انك تستطيع شراء مليون دينار عراقي مقابل الف دولار امريكي فقط، فهل هذا يعتبر ثبات؟ وهل هذا يحقق رغبة الناس فيما يمتلكون من ثروات نقدية مودعة في البنوك؟
لامجال للشك بعد هذا المثال بان قوة العملة الورقية حاليا مرهونة بعوامل ليس لها علاقة بالثمنية الاصيلة، ولنعرف ذلك بشكل مفصل، لابد لناان نعرف بان العملات تفقد البعض من قيمتها بمرور الزمن وتخضع لعوامل عدة، ولتوضيح نعرف جميعا بان جميع السلع ترتفع قيمتها مع مرور الزمن، وكلنا يعرف بان ماكنت نشتريه قبل عشرون عاما بمقدار معين من الريالات لانستطيع شرائه الان بنفس القيمة، ويعزوا الاقصاديون المظللون بان السبب هو ارتفاع قيمة الاشياء وهو مايعرف بالغلاء، ولكن في حقيقة الامر ليس كذلك، بل ان القوة الشرائية للعملة تقل بمرور الزمن، وقد لايكون الفرق كبيرا من الناحية الظاهرية ولكن في حقيقة الامر ان التغير الحاصل هو في العملة وليس في النتجات التي نشتريها، على أي حال، دعونا نضرب مثالا لتوضيح الامر، وليس لاخافتكم ولكنها دعوة للتفكير والتحليل حتى نطرح الحلول البديلة.
لنفترض بان هناك احدهم ويمتلك مامقداره خمسة ملايين ريال مرصودة في حسابه البنكي، لاشك بانه في معايير الجميع بانه رجل غني، ولنا ان نتخيل ماقد يعيش فيه هذا الرجل من ترف وطيب عيش، وبما ان الحياة مليئة بالاخطار والحوادث، لنفترض لو دخلنا في حالة حرب وحصل لنا ماحصل للعراق لاسمح الله، مالذي سيحدث لصاحب الخمسة ملايين؟ وماذا ستشتري له من طعام له ولاهله؟ وكم ستكفيه من الزمن حتى يقضي عليها؟ وهل يستطيع تحويل الخمسة ملايين الى عملة اخرى لينقذ فيها ثروته؟ جميعنا يعرف بان الاجابة على هذه الاسئلة جلية وواضحة بان النقود الورقية لن يساوي شيئاً حينها، وتقودنا النتيجة الى البحث عن الحلول الممكنة وفاعليتها هذا ماسنعرفه في الباب التالي ان شاء الله.
الباب الثاني
عندما خلق الله ابونا ادم عليه السلام، لم يخلقه جاهلا بل علمه كل ماقد يحتاج اليه ليقيم حياته فقد قال تعالى (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[8] وتركه ليتعلم ويبحث عن كل شيء والا لما كان يعرف بانه بحاجة الى الماء عندما يشعر بالعطش وبحاجته الى الطعام عندما يشعر بالجوع، وعلمه الحلال والحرام والمسموح والممنوع وفي ذلك قوله تعالى (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)[9] ويتضح لنا ان الله عز وجل لم يترك الامر لنا لنختار ماهو خير لنا بعقولنا القاصرة، بل ارسل لنا الرسل لتعلمنا العبادة والتوحيد والحياة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من جوانب الحياة، وليس هناك اكمل ولا امثل من هذا الدين العظيم، فلدينا من التعاليم القرآنية والنبوية ماهو كنز ثمين، فقد اثبتت النظريات البشرية الاقتصادية فشلها، وكل مايفعلونه الان هو محاولة انعاش الاقتصاد لاطالة عمره القصير فقط وترقيع كل خلل وكل رقعة جديدة يكونبها خلل، وهذه الحالة لن تدوم طويلا، الم يأن الاوان للعودة الى كتاب الله وسنة رسولة الكريم على افضل الصلاة وازكى التسليم؟ الى طرق التبادل التجاري الذي فيه مصلحة الناس ويعيشوا حياة طيبة حسنة، لنعد الى عصر الذهب والذي لم يخلقه الله ليكون بضاعة تشترى بالورق بعد ان كنا نشتري الورق بالذهب، فالذهب معدن نفيس لانه لايفقد شكله ولا لونه بمرور الزمن ويتمتع بقبول منقطع النظير في جميع انحاء العالم، وقد اثبت ذلك عبر العصور فهو المعدن الثمين الذي يقبله الناس في كل انحاء العالم على انه ذا قيمة، ولنعد لربط عملاتنا بالذهب فقط ولا شيء غير الذهب، حتى يتحقق للناس القيمة الذاتية لما يمتلكون من نقود ورقية في البنوك، ويتضح لنا بعد هذا السرد معنى الحديث الشريف الذي سقناه في بداية البحث وهو حديث ابي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد فمن زاد أو استزاد فقد أربى الآخذ والمعطي فيه سواء) فقد بين لنا الرسول ان لانرابي في الذهب والفضة في الحديث السابق وانه لايجوز في الفضل بقوله مثلا بمثل والا النسيئة بقوله يدا بيد فمن زاد او استزاد فقد اربى، وهذا الحديث بين جلي، بان الذهب يتمتع بثبات الثمن القديم منه والجديد، أي لابد ان يفهم الناس ان الذهب والفضة ليس كغيره من المعادن وان تقبلها الناس كوسيلة لدفع الاثمان ولاتتغير قيمتها بمرور الزمن وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاء بلال الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر برني، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اين هذا؟ قال بلال: كان عندنا تمر رديء ، فبعت منه صاعين بصاع ليطعم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك : اوه اوه! عين الربا) ولم يأتي التمر في قصة بلال رضي الله عنه مصادفة، بل هو تقدير من الله عز وجل لكي نربطه بالحديث الذي قبله والذي ذكر فيه التمر ايضا بانه لايجوز بيعه نسيئة ولا فضل. وقد علم المتابعون والواعون لاهمية الذهب في ظل التدهور للعملات الورقية وهو ماجعلهم متيقنين بان هذه العاصفة ستطولهم يوما ما، وهو ماجعلهم يشترون الذهب ويخزنونة بدل من تخزين العملات الورقية والتي لن تعيش طويلا، وهذا يفسر ارتفاع سعر الذهب خلال العشر سنوات الماضية الى ارقام قياسية، ومازال الارتفاع مستمراً ولا احد يعرف الى متى سيظل مرتفعا، والسبب في ذلك ازداد الطلب على الذهب المسكوك الذي على صورة سبائك، لانه الحل الوحيد والملاذ الامن من أي انهيار غير متوقع، فمن يمتلك الذهب في ظل الانهيار الاقتصادي يستطيع ان يعيش ويصمد، وفنتخيل لو ان جميع العالم عادو الى الذهب، لنأخذ السعودية على سبيل المثال، وذكل حسب احصائيات رسمية يقوم العمال الاسيويين بتحويل عشرات المليارات ريال سنويا الى بلدانهم، لنفكر معا، ماذا لو كانت العملات مرتبطة بالذهب فهل ستعيش تلك الدول في الفقر المدقع؟ بالطبع لا والا لكنا رأيناها تحولت الى دول غنية، ولكن السبب فقط هو في هذه النقود الورقية والتي تفتقد الى القيمة ملموسة وهذا مايجعل الدول الفقيرة تبقى في فقرها، وتستمر الدول الغنية في غناها، ولكن هذا الاستمرار لن يدوم طويلا لانه ليس الطريق الصحيح، فبدلا من ان ندرس الاقتصاد الاسلامي والذي لاشك في جدواه ولكن بدون هذه العملات الورقية لانها ليست ما امر الله ورسولة بفعله؛ فقمنا بدلا من ذلك بدراسة النظريات الغربية واعترفنا بها على انها صحيحة وقمنا بتطبيق الفتاوى عليها، وهذا مما لاشك فيه بانه غير مقبول لان مابني على باطل فهو باطل.
وسنكمل بقية البحث في الايام المقبلة، ولكن اردت أن أعطيكم زاوية جديدة ترون بها مايحدث في هذا العالم.

[1] الآيه رقم من سورة
[2] الآية رقم 2 من سورة النساء
[3] الآيه رقم 5 من سورة النساء
[4] الآيه رقم 34 من سورة التوبة
[5] الآية رقم 275 من سورة البقرة
[6] صحيح مسلم
[8] الآيه رقم 32 من سورة البقرة
[9] الآيه رقم 19 من سورة الاعراف